Saturday, 27 April 2024 Page Options
Select the search type
  • Site
  • Web
Search
You are here > مقالات
أرشيف Minimize
مقالات Minimize

رسائل بسيطة

رسائل بسيطة

فى هذه الأيام المباركة نتذكر مراحم الله و كم هى كثيرة وعظيمة إذ افتقدنا نحن شعبة و غنم رعيته وأخلى ذاته و لبس جسدنا الترابي من اجل أن يخلصنا نحن الذين أخطائنا و هو بمحبته الفائقة شاء أن يدفع الدين عنا.و نذكر أيضاً الخصومه و العداوة القديمة و نتعلم منها حتى نتمم خلاصنا بخوف و رعدة كما قال الرسول بولس. فنذكرسقطة عدو الخير الذى قال عنه اشعياء النبى؛« كيف سقط من السماء يا زهرة بنت الصبح؟ كيف قطعت إلى الأرض يا قاهر الامم؟ و انت قلت فى قلبك: اصعد إلى إلى السموات. ارفع كرسيى فوق كواكب الله و اجلس على جبل الاجتماع فى فى أقاصي الشمال. اصعد فوق مرتفعات السحاب. أصير مثل العلى) اشعياء ١٤ : ١٢ - ١٤ (إذا لنتعظ يا إخوتى من سقطة هذا الجبار و قاهر الامم الذى وصفه الكتاب بزهرة بنت الصبح. لندرك الدروس الروحية التى يمكن ان نتعلمها من هذه السقطة العظيمة
١( سبب السقوط
٢( نتائج السقوط

٣( رفع كرسي الشيطان فوق كواكب العلى

١( سبب السقوط

يتعجب النبى من سقوط ملاك عظيم بما له من قوة وهبها له الرب و يشرح لنا أن بداية السقوط هو النظر إلى أعلى و محاولة التسلط و الارتفاع و بدخول روح الكبرياء إلى النفس. فهو بالقوة و العظمة و القدرة آلتى أعطاها له الرب تكبر و تشامخ و أراد أن يكون مثل الله و يذكرنا هذا بقول الكتاب : «قبل الكسر الكبرياء و قبل السقوط تشامخ الروح » فاعلم آخى الحبيب أنها خطية الكبرياء آلتى تجعلنا نخطئ و نسقط. الكبرياء يدخل إلى نفس الإنسان الذى يفكر كثيراً فى نفسة غير مهتم بالآخريين و يضع نفسه قبل الكل و مصالحه الخاصة فوق الجميع غير عالم أن من أعطاه القدرة و الموهبة آلتى يتعالى بها على الكل بل و على سيده أيضاً إنما قد و هبت له من ذلك السيد نفسة و هو له كل السلطان أن يأخذ كما أعطى. يقول القديس يوحنا كاسيان: « كان كبرياء القلب وحده كفيلا أن يطرح ملاكا من السماء متحلى هكذا بسمات قديرة كهذه، فان سقوط إبليس العظيم جدا يلزمنا أن ندرك اى حذر أن نكون عليه نحن المحاطون بضعف الجسد من كل جانب. لقد انتفخ فظن انه فى غير حاجة إلى العون الالهى ليستمر فى النقاوة التى كان عليها، و ظن فى نفسه انه يشبه الله. بهذا حسب انه غير محتاج إلى احد، متكلا على قوة إرادته الذاتية التى بها يقدر أن يمد نفسه بكل ما هو ضرورة لتحقيق الفضيلة و استمرارية البركة الكاملة. هذا الفكر وحده هو علة سقوطه الأول. » إذاً فالنتضع متمثليين بالهنا الذى قال تعلموا منى لأننى وديع و متواضع القلب. و أيضاً من الذى غسل ارجل تلاميذه و هو القدير الذى يسجد له السارافيم بخوف و رعدة.
فالنهرب إذاً من حب الذات و الصراع على السلطة و الكراسى الأولى و لنسرع نحو المتكأ الأخير الذى يكمن فيه كل الفرح و السلام الداخلى.
يقول القديس مار أفرام السريانى؛
فى الإنسان المتواضع تستريح روح الحكمة، فإذا ظهرت فى وسط إخوتك كالذهب النقى فاحسب نفسك مثل إناء لا يحتاج اليه، فتفلت من الكبرياء الممقوته من الله و الناس، فالمتكبر كالشجرة البهية و المرتفعة التى لا ثمر فيها و الحسود مثل ثمر بنى من ظاهره و تالف من داخله.
٢( نتائج السقوط
الكبرياء جعل الشيطان ينحدر إلى الهوية. السقوط يفصلنا عن الرب و عن محبته و يجعلنا فى ظلمه عظيمة و تصير حياتنا مظلمة و
يختفى الهدف من أمام أعيننا و بهذا تدخل الكآبة إلى النفس و تصير الحياة « بلا طعم » كما يشكوا البعض. ليتنا ندرك حقيقة مسيحيتنا التى هى كامل الفرح و الحرية و أن التوبة هى الباب الحقيقى لحياة الفرح و الأتضاع هو سر السلام الذى يفوق كل عقل.

٣( رفع كرسي الشيطان على كواكب العلى 

أتساءل هنا: هل تشعر بعمل اللة و مقاومة عدو الخير لهذا العمل فى حياتك؟

أن عدو الخير شغله الشاغل هو أن يفصلنا عن خالقنا و الهنا و مخلصنا يسوع المسيح فهو زارع خصومة وبهذا يريد أن يجعل مكانته فى قلوبنا أعلى من مكانة الله و يجعل كرسيه فى قلبك أعلى من كواكب العلى، فهل انت متيقظ لهذه الحرب؟ لهذا يجب أن ننتبه أن الإنسان المضروب بالكبرياء يكون كالفريسة السهلة التى تقع بين أنياب عدو الخير بمنتهى السهولة و من المؤسف أن الإنسان الواقع تحت رباطات هذه الخطية لا يشعر بسقوطه و يمنعه كبرياءه من قبول الإرشاد لان عدو الخير أعمى قلبه بالكبرياء فلا يرى أخطائه بل أخطاء الآخرين و يرى نفسة حكيماً فى كل الأمور لذلك يقول الكتاب « ويل للحكيم فى عينى نفسه » فهو مسكين لا يرى طريق الحق و تنطبق عليه الآية القائلة » طرق تبدوا للإنسان مستقيمة و عاقبتها طرق الموت » هكذا إذ يعرف الله الخالق و طبيب الكل أن الكبرياء هى علة كل الشرور و رأسها لهذا يحرص أن يشفى الضد بالضد، فما هلك بواسطة
الكبرياء يُصلح بواسطة الأتضاع. فيقول الشيطان « أصير مثل العلى » بينما قيل عن السيد المسيح ؛ » إذ كان فى صورة اللة لم يحسب خلسة أن
يكون معادلا للة، لكنه أتخلى نفسه اخذا صورة عبد... وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب » ) فى ٢: ٦- ٨(
فلنتعظ إذاً و نتسربل بالتواضع الذى يخلصنا من إبليس و كل فخاخه المنصوبه لنا و لا ندع العدو الشرير يغطينا بواسع الأمل و لا يكون له فى قلوبنا مكان بل نرفع مكانة الرب فى قلوبنا و يملك اللة على قلوبنا و حياتنا بل نصلب شهواتنا و كبريائنا و ذواتنا على صليب الحب فلا نحيا نحن بل المسيح فينا و لنختفى نحن فيظهر هو. له كل مجد وكرامة من الآن و إلى الأبد امين.
ابونا سارافيم سيداروس
رسائل بسيطة
Copyright 2011 by Saint Mary & Anba Bishoy Coptic Orthodox Church